يقول الدكتور "المهدي الجندوبي" أستاذ مساعد بمعهد الصحافة وعلوم الإخبار، جامعة منوبة بتونس، لشبكة الصحفيين الدوليين أنه قام بإنشاء مدونة "دروس في التحرير الصحفي" منذ ثلاث سنوات بهدف إتاحة الوثائق التعليمية المتخصّصة في التحرير الصحفي والتي كان يقوم بتدريسها وتوزيعها على طلاب أقسام الصحافة في شكل ورقي، وبمرور الوقت ازدادت معدّلات تصفّح مدوّنته حتى وصلت إلى 65.000 زيارة من قبل طلاب الإعلام والصحفيين في عدة دول مثل : المغرب، العراق، البحرين، فلسطين، الجزائر، السعودية، تونس، إيران، الولايات المتحدة الأميركية.
"المدونة ليست موجّهة للصحفيين ذوي الخبرة فقط، بل يمكن للصحفيين الشباب الاطلاع على الكتيبات التي تتناول مبادئ التحرير الصحفي وكيفية كتابة الأخبار وتحرير العناوين وهي مداخل أساسية لكل دارسي الإعلام حتى يتعرفوا على مراحل تدفق المحتوى الإخباري داخل غرف الأخبار مما يثري ممارساتهم المهنية ويتخطوا الصعاب التي تواجههم،كما يستطيع الصحفيون المحترفون الذين يقومون بإعطاء دورات تدريبية في مجال التحرير الصحفي أن يستفيدوا من المواد التعليمية التي تتيحها المدونة "،بحسب قول الدكتور " الجندوبي " .
تابع د."الجندوبي" قائلاً : "في ضوء تجربتي في التدريس وكتابة المقالات في الصحف ، يواجه الصحفيون في تونس العديد من التحديات مثل كثرة التعاقدات مع صحفيين من دول آخرى بسبب قلة أعداد الصحفيين في العديد من المؤسسات الصحفية ،فضلاً عن إهتمام القيادات الصحفية داخل غرف الاخبار بتحقيق معايير الجودة الصحفية في الموضوعات التي يكتبها المحررون برغم قلة الإمكانيات المتاحة لتحقيق ذلك ، كما أثر استخدام المواطنين لوسائل الإعلام الجديدة على عدم قدرة الصحفيين على اللحاق بسباق الأخبار الإلكترونية العاجلة.
وهناك العديد من المواد التعليمية التي تناولها د." الجندوبي " في مدونته ،مثل :
أساسيات كتابة الخبر الصحفي:
هناك مجموعة من المبادىء التي ينبغي مراعتها عند كتابة الخبر، ويمكن الاطلاع عليها هنا.
- أن يكتب الصحفي عنوانًا مختصرًا والذي يحتوي على معلومة رئيسية من صلب الخبر.
- أن يتكوّن جسم الخبر من مجموعة من الفقرات المستقلة من ناحية صياغتها والمتكاملة من ناحية موضوعها، بحيث تكمل كل فقرة الأخرى.
- ذكر المصدر في المقدّمة أو في فقرة لاحقة.
- الالتزام بمعايير الكتابة المهنية وهي الوضوح والدقة والموضوعية والتوازن .
- التأكد من صحّة المعلومات ودقتها وتجنب الخطأ في نقل الوقائع .
- استخدام القالب الفني الشائع في كتابة الأخبار وهو "الهرم المقلوب" حيث يتم ترتيب عناصر الخبر وفقاً لمدى أهميتها.
دليل الصحفي:
وهو عبارة عن دليل يساعد الصحفيين على التأكد من اكتمال خبرهم واشتماله على القدر الكافي من المعطيات اللازمة لرواية قصة إخبارية ويتكوّن هذا الدليل من الأسئلة الصحفية المتعارف عليها ( من، ماذا، متى، أين، كيف، لماذا) ،ويمكن الاطلاع عليه هنا.
"الفيتشر":
الذي يعدّ أكثر الأشكال الصحفية توظيفاً لتقنيات السرد والكتابة الإبداعية، ولا ينبغي تحويله إلى مساحة للتأملات الشخصية وإبداء الآراء لأن الفيتشر هو شكل إخباري وليس مقال رأي. ويرى William Rivers أن الفيتشر يمكن أن يشتمل على أفكار واستنتاجات ولكنه لا يسعى إلى الإقناع بموقف محدد ولكن الأفكار تعرض في سياق يهدف إلى الإعلام والترفيه والتوضيح، ويحتاج محرر الفيتشر إلى الجمع بين البراعة التحريرية والمعرفة الجيدة للموضوع. ويستخدم فن الفيتشر في كتابة العديد من الموضوعات مثل: الموضوع التاريخي مع إدراج إضافة جديدة، تقديم خلفية مطوّلة عندما ينشر الفيتشر في ملف أو مرافق لخبر، استعراض أهم الأحداث لحقبة تاريخية محددة، عرض قصص واقعية أو طريفة.
تقرير عرض الشخصية أو (البورتريه):
تقوم الصحف في كل دول العالم بتوظيف فن البورتريه في عرض السيرة الذاتية للأشخاص البارزين والمؤثرين في المجتمعات من أجل تعزيز الاهتمامات الإنسانية عند القراء، وذلك من خلال تسليط الضوء على الشهادات التعليمية التي حصل عليها الشخص وأسرته والوظيفة التي كان يعمل بها و مهامه ومسؤولياته والمشروعات التي شارك في إعدادها. وعند كتابة بورتريه عن شخصية معينة يجب على الصحفي أن يطلّع على الوثائق التي كتبت عنه مثل المقالات والأحاديث الصحفية التي أدلى بها في الصحف، بالإضافة إلى الاتصال بالمصادر الحيّة مثل أحد أفراد عائلته أو أصدقائه، ويمكن تحميل معلومات مفيدة حول كيفية كتابة البورتريه هنا.
من وجهة نظر د. "الجندوبي": "أنه يجب على الصحفيين تطوير قدراتهم المهنية وخاصة في ظل البيئة التنافسية لوسائل الإعلام، وذلك عن طريق تعلّم أساليب مبتكرة في الكتابة الصحفية والاطلاع على تجارب الصحف الأخرى في الدول العربية والأجنبية، ويمكننا تطوير الأداء الصحفي داخل غرف الأخبار من خلال تشجيع مشاركة المحرّرين في الاجتماعات التحريرية لإتاحة الفرصة لهم لإبداء أفكارهم لخلق بيئة عمل متسمة بروح التعاون والمبادرة والحوارالفعال بين الرؤساء والمرؤوسين.
وفي سؤالنا عن مشروعاته القادمة، قال د. "الجندوبي" أن مدوّنته ستشهد تطويراً في محتواها في الفترة القادمة وذلك من خلال تلقي مساهمات الصحفيين ذوي الخبرة والمتخصّصين، ليقوموا بنقل خبرتهم في العمل الصحفي مثل "كيفية اختيار الموضوع الصحفي" و"كيف تكتب نقداً مسرحياً" و"كيف تكتب مقالاً" و"جمع الأخبار والتأكّد من مصداقيتها" و"كيفية كتابة عناوين الأخبار والمقالات" حتى يستفيد الشباب من خبرات من سبقوهم في المهنة، وستكون مساهمات هؤلاء الصحفيين بشكل تطوّعي .
تحمل الصورة رخصة المشاع الإبداعى على موقع فليكر، بواسة مدرسة كانى للصحافة.
0 التعليقات: