الأربعاء، 18 فبراير 2015

كار.. أشهر صحافي مختص في الشؤون الإعلامية في أميركا : محمد علي صالح

نشرت من طرف : ABDOUHAKKI  |  في  الأربعاء, فبراير 18, 2015

واشنطن: محمد علي صالح
نعت صحيفة «نيويورك تايمز»، أول من أمس، ديفيد كار، المسؤول عن الشؤون الإعلامية فيها، وأشهر صحافي إعلام في الولايات المتحدة. كتبت عنه صحيفته أربعة تقارير تنعاه: الأول عن حياته، والثاني عن سنواته كمدمن، والثالث نعي صديق، والرابع تحت عنوان «ما نقل من ديفيد كار»، جاء فيه «ربما أكثر مما نقل ديفيد كار على ألسنة آخرين، نقل آخرون على لسانه».. يشير هذا إلى أنه كان أستاذا لزملائه الصحافيين، ولغيره، خاصة أساتذة الإعلام في مختلف الجامعات.
كان عمره 58 عاما عندما توفي، بعد أن انهار في صالة تحرير الأخبار في مبنى «نيويورك تايمز». كان يعمل عندما انهار. ونقل إلى مستشفى سنت لوك، وهناك أعلنت وفاته رسميا. ويعتقد أن السبب كان سكتة قلبية.
وربما اشتهر كار أكثر من آخرين بسبب ملحمة حياته، إذ تحول من مدمن مخدرات وكحول إلى صحافي لامع، ومؤلف كتب، أشهرها كتاب عن إدمانه. وكان، أيضا، أصيب بالسرطان، ودون هذا، أيضا، في كتاب ناجح.
في نفس ليلة وفاته أدار ندوة عن «سيتنفور»، اسم فيلم وثائقي عن إدوارد سنودن، فني وكالة الأمن الأميركية (إن إس إيه) الذي نشر أسرار الوكالة، وتجسساتها حول العالم، والتي هزت أميركا، والعالم. هذا الأسبوع، يتنافس الفيلم الوثائقي مع أفلام أخرى في مسابقات «أوسكار» لهذا العام.
اشتركت في الندوة لورا بويتراس، مخرجة الفيلم، وغلين غرينوالد، الصحافي الذي كان أول من نشر معلومات سنودن، وسنودن نفسه، متحدثا عبر الفيديو الحي من روسيا حيث يعيش لاجئا سياسيا.
في الندوة، قال كار لمخرجة الفيلم «يوجد شيء معين عن الطريقة التي أخرجت بها هذا الفيلم. وعما فيه. وكلها تجعل الشخص لا يقدر على أن ينام». قبل أن يصير صحافي إعلام، كان كار صحافي فنون ومسرح. وتخصص في أخبار نجوم هوليوود. وكان حادا جدا في نقل أخبار هؤلاء، ولم يخل نقله من سخرية واستهزاء بما كان يراه حياة لهو وطرب، من دون جدية فيها. في الأسبوع الماضي، في آخر عمود كتبه، في باب «ميديا أكويشنز» (معدلات إعلامية)، كتب عن الآتي:
أولا: حرية التعبير والهجوم الإرهابي على صحيفة «شارلي إيبدو» الفرنسية.
ثانيا: التكنولوجيا الجديدة، مثل «نارسس ستيك» (الذي يستخدم لالتقاط صور ذاتية، صور «سلفي»).
ثالثا: جوليان أسانج، مؤسس موقع «ويكيليكس» الذي تخصص في تسريب وثائق الخارجية الأميركية السرية، وأيضا وثائق البنتاغون السرية.
رابعا: عمالقة الإعلام، مثل مايكل بلومبيرغ، مؤسس وصاحب شركة «بلومبيرغ» الإعلامية، وإمبراطور الإعلام العالمي روبرت ميردوخ.
في نعي كار، قال آرثر سولزبيرغر، ناشر «نيويورك تايمز»، ورئيس مجلس إدارتها «كان ديفيد كار واحدا من أكثر الصحافيين الموهوبين الذين عملوا في صحيفة (نيويورك تايمز)». وكتب دين باكيت، رئيس التحرير، بالبريد الإلكتروني إلى الصحافيين، أن كار كان أحسن مراسل وسائل الإعلام من أبناء جيله، وهو رجل رائع، ومضحك. وكان واحدا من قادة غرفة الأخبار.
وعن أسطورة حياته، كتبها في كتاب مذكراته «نايت أوف ذا غان» (ليلة البندقية). وفيه أنه، في أواخر ثمانينات القرن الماضي، كان أدمن الكوكايين، والخمر. وكان يعيش مع امرأة كانت تاجرة مخدرات، وأيضا أم ابنتيهما التوأمتين. وأنه، في إحدى الليالي، بعد وقت قصير من ولادة البنتين، تركهما في سيارة، وذهب إلى منزل ليشتري مخدرات.
وكتب كيف أنه، بعد شهور من ذلك الحادث، دخل برنامجا لعلاج الإدمان. وبحلول عام 2008، كتب عن ماضيه «اليوم أنا شخص لطيف في كثير من الأحيان. وأعمل مع جهة محترمة (نيويورك تايمز)، وزوج ناجح، وأب حنون».

التسميات :

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

الآراء الواردة في المقالات والبلاغات تعبرعن أصحابها وليس إدارة التحريرــ الآراء الواردة في المقالات والبلاغات تعبرعن أصحابها وليس إدارة التحرير
back to top