دوّنت الشمّري تغريدتها في 18 كانون الثاني/ يناير الماضي
جوي سليم
شهدت مواقع الإعلام الجديد في السنوات الأخيرة ارتفاعاً كبيراً في عدد المستخدمين السعوديين. ربما يجد هؤلاء في مواقع التواصل الاجتماعي، وفي الفضاء الالكتروني عموماً، ملاذاً من واقعٍ متشدّد، تنعدم فيه الحريات بوجوهها كافة. غير أنَّ هذا المتنفّس لم يقِ مستخدميه شرّ قمع السلطات السعودية حيناً، وهجوم التيارات المحافظة في المجتمع أحياناً أخرى.
ترد بشكلٍ دوري أخبار عن ناشطين ومدونين سعوديين اعتقلتهم السلطات بتهمة «الإساءة إلى الدين الإسلامي»، آخرهم الكاتب والمدون السعودي رائف البدوي الذي صدر بحقه حكم إعدام، تم تخفيفه إلى السجن لمدة سبع سنوات والجلد ثلاثمئة جلدة. كل ما فعله البدوي أنه أسس العام 2006 موقع «الليبراليون السعوديون» الذي تضمّن انتقادات للوهابية ولممارسات السلطة في المملكة. ولم يكن البدوي الضحية الأخيرة لهذا التضييق، إذ نالت الناشطة السعودية سعاد الشمّري، حصتها من القمع والهجوم من قبل السلطات وبعض المواطنين معاً.
تثير سعاد الشمّري الجدل بمواقفها وانتقاداتها اللاذعة للحكم في المملكة، وللترهيب الاجتماعي الممارس على الشعب. قبل شهرٍ، غرّدت الناشطة ومؤسسة «شبكة الليبراليين السعوديين» عبر حسابها على «تويتر» قائلةً: «من أغبى الأقوال أن تربية اللحية مخالفة للمشركين، مشركي الماضي والحاضر، اليهود والكهنوت والشيوعيون بلحى، وأبو جهل لحيته أطول من الرسول».
تلك التغريدة أدّت إلى مطالبة الأمانة العامة لـ«الهيئة العالمية للتعريف بالرسول» بإحالة الشمّري إلى القضاء الشرعي بسبب «إساءتها للرسول»، داعية كذلك إلى إغلاق حساب وصفحة الكاتبة على الإنترنت. كما تلقّت الشمّري على خلفية تلك التغريدة، سيلاً من التهديدات التي بلغت حدّ التلويح بقتلها وقتل بناتها. وتزعّم الهجوم على الشمّري رجال دين سعوديون، دعوا إلى إقامة «حدّ الردة» عليها، من بينهم الإمام السابق للحرم المكي الشيخ عادل الكلباني. في وقتٍ شُنّت حملة على «تويتر» بعنوان «سعاد الشمّري تتهم النبي بالغباء». كما صرّح عضو هيئة كبار العلماء ومستشار في الديوان الملكي الشيخ عبدالله بن منيع قائلاً إنّ «سعاد الشمّري مجرمة وستحاسب على تطاولها على النبي»، واصفاً إياها «بالخبيثة». ذلك ما دفع الشمّري إلى الردّ على منيع قائلةً إنّ «المجرم هو من يظلم الناس ويتسلّط على جماعة لا تنتمي له، والخبيث هو من يستغّل منصبه لمصالحه على حساب الوطن والحقيقة». ودعت الشيخ منيع إلى مناظرة فقهية لغوية لتفيد ما اتهمها به.
في مقابلةٍ لها مع «بي بي سي»، أوضحت الناشطة السعودية أنَّ ما كانت تقصده، هو أن مظهر الإنسان لا يعكس بالضرورة حقيقة التقوى. ورأت أنها في حربٍ لكونها تمثّل نموذجاً لكل رجل وامرأة يريدون الإصلاح في السعودية، مؤكدةً أنها لم تخف من التهديدات. ولكن حين وصل الأمر إلى تهديد طفلتيها، بدأت تشعر بالخوف ما دفعها إلى مكان تغيير سكنها.
تخصصت الشمّري في علوم القرآن ومصطلح الحديث، وكانت أول امرأة تترافع في المحاكم السعودية. ولطالما مثّلت مواقفها تحدياً للأسرة الحاكمة ولنظام الحكم في المملكة. قالت الشمّري أكثر من مرة أن الوهابية تتعارض مع حقيقة الإسلام وجماليته، وطالبت بضرورة تغيير المناهج الدراسية المؤدلجة، لأنها غريبة عن الإسلام، وبضرورة المساواة بين المرأة والرجل في القانون. واعتبرت، عبر تصاريح ومقابلات، أن قضية حق المرأة السعودية في قيادة السيارة شكّلت رمزاً لتعريف العالم إلى الحقوق المحجوبة عن المرأة في السعودية، ولم تكن أصل المطالبات كما صورها البعض. فالمرأة في المملكة ممنوعة من حقوق أكثر بديهيةً، مذكرةً أنّه حتى العام 2001 لم يكن للمرأة حق إصدار بطاقة هوية لكون الصورة الشخصية للنساء محرّمة في المملكة! وكانت الشمّري قد أعلنت قبل سنةٍ رفضها للفتاوى السعودية الداعية إلى الجهاد في سوريا، واصفةً الشيوخ الذين أطلقوا تلك الفتاوى بدعاة القتل والمضلّلين.
شهدت مواقع الإعلام الجديد في السنوات الأخيرة ارتفاعاً كبيراً في عدد المستخدمين السعوديين. ربما يجد هؤلاء في مواقع التواصل الاجتماعي، وفي الفضاء الالكتروني عموماً، ملاذاً من واقعٍ متشدّد، تنعدم فيه الحريات بوجوهها كافة. غير أنَّ هذا المتنفّس لم يقِ مستخدميه شرّ قمع السلطات السعودية حيناً، وهجوم التيارات المحافظة في المجتمع أحياناً أخرى.
ترد بشكلٍ دوري أخبار عن ناشطين ومدونين سعوديين اعتقلتهم السلطات بتهمة «الإساءة إلى الدين الإسلامي»، آخرهم الكاتب والمدون السعودي رائف البدوي الذي صدر بحقه حكم إعدام، تم تخفيفه إلى السجن لمدة سبع سنوات والجلد ثلاثمئة جلدة. كل ما فعله البدوي أنه أسس العام 2006 موقع «الليبراليون السعوديون» الذي تضمّن انتقادات للوهابية ولممارسات السلطة في المملكة. ولم يكن البدوي الضحية الأخيرة لهذا التضييق، إذ نالت الناشطة السعودية سعاد الشمّري، حصتها من القمع والهجوم من قبل السلطات وبعض المواطنين معاً.
تثير سعاد الشمّري الجدل بمواقفها وانتقاداتها اللاذعة للحكم في المملكة، وللترهيب الاجتماعي الممارس على الشعب. قبل شهرٍ، غرّدت الناشطة ومؤسسة «شبكة الليبراليين السعوديين» عبر حسابها على «تويتر» قائلةً: «من أغبى الأقوال أن تربية اللحية مخالفة للمشركين، مشركي الماضي والحاضر، اليهود والكهنوت والشيوعيون بلحى، وأبو جهل لحيته أطول من الرسول».
تلك التغريدة أدّت إلى مطالبة الأمانة العامة لـ«الهيئة العالمية للتعريف بالرسول» بإحالة الشمّري إلى القضاء الشرعي بسبب «إساءتها للرسول»، داعية كذلك إلى إغلاق حساب وصفحة الكاتبة على الإنترنت. كما تلقّت الشمّري على خلفية تلك التغريدة، سيلاً من التهديدات التي بلغت حدّ التلويح بقتلها وقتل بناتها. وتزعّم الهجوم على الشمّري رجال دين سعوديون، دعوا إلى إقامة «حدّ الردة» عليها، من بينهم الإمام السابق للحرم المكي الشيخ عادل الكلباني. في وقتٍ شُنّت حملة على «تويتر» بعنوان «سعاد الشمّري تتهم النبي بالغباء». كما صرّح عضو هيئة كبار العلماء ومستشار في الديوان الملكي الشيخ عبدالله بن منيع قائلاً إنّ «سعاد الشمّري مجرمة وستحاسب على تطاولها على النبي»، واصفاً إياها «بالخبيثة». ذلك ما دفع الشمّري إلى الردّ على منيع قائلةً إنّ «المجرم هو من يظلم الناس ويتسلّط على جماعة لا تنتمي له، والخبيث هو من يستغّل منصبه لمصالحه على حساب الوطن والحقيقة». ودعت الشيخ منيع إلى مناظرة فقهية لغوية لتفيد ما اتهمها به.
في مقابلةٍ لها مع «بي بي سي»، أوضحت الناشطة السعودية أنَّ ما كانت تقصده، هو أن مظهر الإنسان لا يعكس بالضرورة حقيقة التقوى. ورأت أنها في حربٍ لكونها تمثّل نموذجاً لكل رجل وامرأة يريدون الإصلاح في السعودية، مؤكدةً أنها لم تخف من التهديدات. ولكن حين وصل الأمر إلى تهديد طفلتيها، بدأت تشعر بالخوف ما دفعها إلى مكان تغيير سكنها.
تخصصت الشمّري في علوم القرآن ومصطلح الحديث، وكانت أول امرأة تترافع في المحاكم السعودية. ولطالما مثّلت مواقفها تحدياً للأسرة الحاكمة ولنظام الحكم في المملكة. قالت الشمّري أكثر من مرة أن الوهابية تتعارض مع حقيقة الإسلام وجماليته، وطالبت بضرورة تغيير المناهج الدراسية المؤدلجة، لأنها غريبة عن الإسلام، وبضرورة المساواة بين المرأة والرجل في القانون. واعتبرت، عبر تصاريح ومقابلات، أن قضية حق المرأة السعودية في قيادة السيارة شكّلت رمزاً لتعريف العالم إلى الحقوق المحجوبة عن المرأة في السعودية، ولم تكن أصل المطالبات كما صورها البعض. فالمرأة في المملكة ممنوعة من حقوق أكثر بديهيةً، مذكرةً أنّه حتى العام 2001 لم يكن للمرأة حق إصدار بطاقة هوية لكون الصورة الشخصية للنساء محرّمة في المملكة! وكانت الشمّري قد أعلنت قبل سنةٍ رفضها للفتاوى السعودية الداعية إلى الجهاد في سوريا، واصفةً الشيوخ الذين أطلقوا تلك الفتاوى بدعاة القتل والمضلّلين.
0 التعليقات: