إذا كنت تقرأ هذا المقال في مكان ما من أفريقيا،
فلربما عليك أن تتقدم بالشكر إلى "ني كيواينور"، البروفيسور الغاني المعروف
بأنه "أبو الانترنت في أفريقيا"، وهو رائد الشبكة الذي ساعد في تأسيس بعض
من أول ارتباطات لشبكة الأنترنت في القارة الافريقية.
ولما يقرب من عشرين عاما، كان كيواينور في مقدمة
من طوروا الشبكة عبر أفريقيا، وكان أول أفريقي يتم انتخابه لعضوية "هيئة الانترنت
للأسماء والأعداد المحددة"، ولعب أيضا دورا مهما في إطلاق "مجموعة مشغلي
الإنترنت الأفارقة" و"مكتب تسجيل أعداد الانترنت الأفريقي".
ونتيجة لأعماله، منح كيواينور مؤخرا جائزة
"قاعة عظماء الانترنت"، حيث أُثني عليه كشخصية مساعدة "في وضع التصميم
الأولي للإنترنت وتطويره". حاليا، كيواينور أستاذ في جامعة كيب كوست الغانية،
ويرأس مجلس الوكالة الغانية لتقنية المعلومات.
وعن كيفية حصوله على لقب أبي الانترنت في أفريقيا،
قال: "في الواقع، أنا لا أعلم، لكن ربما لبذلي الكثير من الجهود دفعت زملائي الى
فهم ممارسة الحالة ليبدؤوا بالتفاعل مع الانترنت. كنت محظوظا لحيازتي خلفية معرفية
جيدة جدا، وبالتالي أردت أيضا أن أنقل المعرفة وكنت مساهما رئيسيا في إقامة بعض من
المعاهد والمؤسسات التقنية المهمة التي تشكل النظام البيئي للانترنت في أفريقيا. ومن
المحتمل أن الكثير من الناس شعروا بأن قيادتي كانت جيدة بالنسبة لهم، وربما يمكنك القول
انها أعطتني ذلك النوع من الألقاب."
ضعف التداول
يرى كيواينور أن صحة الانترنت في أفريقيا بخير،
مع توفر إتصال جيد، على أقل تقدير في المدن الكبرى الرئيسة، كما توجد خدمة انترنت لاسلكية
من خلال شركات الهاتف النقال وأشكال أخرى من الإتصال. بالتالي، فالإتصال يستمر بتقليل
الإعاقات، ما عدا إننا لا نزال نعمل على جانب القدرة على تحمل تكاليف الإتصال.
ولفت كيواينور إلى الجزء الذي لم يتحقق حتى الآن
هو إحراز تقدم في مجال الاستخدام النافع وكذلك في "كوننا نمثل جزءا من الجانب
الإنتاجي لخدمات الانترنت، فنحن لا نملك محتوى للعديد من المصالح التجارية أو محتوى
استضافي أو تجارة إلكترونية، وكل ما لدينا هو بعض المصارف الساعية إلى تفعيل الانترنت
لأغراض مصرفية، بمعنى نحن نملك شركات بدأت تتبنى الانترنت، لكننا لم نرسخ حقا فكرة
وجود الانترنت." وجزء من هذه الحالة لأسباب تتعلق بالسياسات غير الملائمة، لأن
"سياساتنا على نحو تأريخي كانت تدور حول الجانب الانتقالي للأشياء، وبالتالي نحن
بحاجة إلى النظر بمنظار مغاير لكيفية تفكير البلاد حيال تطوير شبكة الانترنت الخاصة
بها."
جهل بالانترنت
وعليه، بحسب كيواينور، يوجد تحد كبير امامنا، وفي
الواقع، نحن نراه كفرصة. لا يمثل الإتصال مشكلة، فهو ينتقل الآن إلى صناعة الإنترنت،
ونحن بحاجة حقيقية إلى بناء صناعات قوية من التي ستخدم احتياجات مليار شخص في أفريقيا.
وبسؤاله عن موقف الحكومات الأفريقية من مسألة الاتصال
وتفهمها لهذه الحاجة الماسة، أجاب كيواينور: "أعتقد أن الحكومات تتفهم ذلك، فالمسألة
مهمة لأغلب الحكومات. ربما لا يعرفون ماذا يفعلون بالانترنت، لكنهم يفهمون بأنه مهم
للغاية، وهذا يفسر في بعض الأحيان السبب وراء كون تصرفات الحكومات ينظر اليها بغير
المتسقة أو الغريبة، لأنهم يعتقدون بأنها مهمة جدا لكنهم مع ذلك ما زالوا لا يملكون
فهما كاملا وكافيا ليعرفوا على وجه الدقة كيف يتسنى لهم التفاعل مع الانترنت أو إدارته
أو تنميته. لكن من المؤكد أنهم يدركون أهميته البالغة، والكثيرون في الحكومات مرتبطون
بالمجتمع التقني للانترنت لدعمهم في مجال التطوّر."
يسترسل كيواينور: "نحن نتفهم حقا بأن السياسة
عادة تتخلف وراء التقنية، بالتالي فإن بعض أنواع الصراع هذه تحدث، لكنني أعتقد أننا
نجينا من العاصفة، فأفريقيا تمشي تاركة تلك الأيام خلفها وتدرك الآن أهمية الانترنت،
وتخوض صراعا للسيطرة عليه، وقريبا سوف نقنع الجميع بأن الشيء الصحيح هو أن نهذب شبكة
الانترنت ونتبناها ونجعلها تفعل الشيء الصحيح لمصلحتنا والمساعدة على تعريف ماذا تريد
أفريقيا منه، وهو ما لم يتضح تماما حتى الآن.
وحول أمنيته لأفريقيا في المستقبل، رد كيواينور
بالقول: "أمنيتي لأفريقيا في المستقبل هو إمتلاك حصتها من شبكة الإنترنت.
فعلى القارة بذل جهودها لتشارك بمواصفاتها الخاصة في الإنترنت، وليس تركها
للصدفة كي تقرر لها ذلك، وبإمكان أفريقيا بالفعل تحديد كيف تريد لعب دورها في الانترنت،
وعليها ضمان مقدرتها في وضع سياسة صحيحة للانترنت لكي ينمو."
عن وكالة سي أن أن الأخبارية الأميركية
0 التعليقات: